القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار


كيف تعرف أن صلاتك مقبولة أمام الله؟


هل صلاتي مقبولة أمام الله ؟

هل صلاتي مقبولة أمام الله ؟

هل صلاتي عند الله مقبولة ؟

هل تُقبل صلاتي عند الله ؟


أولا يجب أن نعرف أهمية الصلاة في المسيحية

يتعلق الأمر بأهمية الصلاة وقبولها أمام الله، فقد علمنا ذلك من خلال مثال الفريسي المتكبر والعشار الذي كان توبته مقبولة من قِبَل الله. كما يظهر لنا أن هناك أنواعًا من الصلاة التي لا يقبلها الله، مثل صلاة أولئك الذين تُغَطِّي أيديهم بالدماء، وقد قال الرب: "عندما تمدون أيديكم، أخفي وجهي عنكم، وإن صلَّيتم كثيرًا، فلن أسمع" (أشعياء 1: 15). كما أن صلاة المنافقين (متى 6) وأولئك الذين يُطِيلون في صلواتهم (متى 23: 14) لا تكون مقبولة أمام الله.




ضوابط الصلاة

هناك شروط وضوابط يجب أن تتوفر لكي تكون الصلاة مقبولة. ينبغي أن تكون في الروح، حيث يتحدث الإنسان بروحه إلى روح الله، ويتصل قلبه بقلب الله. إن هذه الصلاة التي تُجيب على الروح تشبع النفس، كما قال المزموري: "في اسمك أرفع يدي، كأني أمتلك دسم وشحم" (مزمور 63: 4، 5). هذه الصلاة هي تلك التي يشعر فيها الإنسان بلقائه الحقيقي مع الله. في هذه الصلاة، إما أن نصعد إلى الله، أو أن ينزل هو إلينا. من الأهمية بمكان أن نلتقي. أو أن يرفع الروح القدس أفكارنا وقلوبنا إلى الله. وتقول القديسين عن هذه الصلاة إنها تعتبر سكنًا للسماء في الروح، أو أن الروح يتحول إلى سماء. هنا، تتميز الصلاة بالحماس الروحي، الذي يكون متحمسًا ومشتعلاً. إن الصلاة التي هي في الروح تكون دافئة بطبيعتها ومشتعلة بالروح الناري. ولذلك، قيل عن صلوات القديس مكسيموس ودوماديوس أنها تخرج من فميهما مثل شعاع من النار. وهكذا كانت أصابع القديس شنودة الأرشيمندريت عندما كان يرفع يديه خلال صلواته. كما يتميز الصلاة الروحية أيضًا بالفهم والتركيز. إن التركيز بعيد عن هواجس الفكر الباطل، وكذلك الفهم يجعل العقل مركزًا والشعور أيضًا يركز الفكر. أما الشخص الذي يصلي بدون قلب وبدون فهم وبدون شعور، فسوف تتجول أفكاره بالضرورة في مواضيع مختلفة لأن قلبه لم يتخلص بعد من هموم هذا العالم ومازال ملتصقًا بها حتى وقت الصلاة. فصلواته ليست نقية، لأنها مرتبطة بالعالم المادي. لذا، عندما سئل القديس يوحنا الأسيوطي: "ما هو صلاة النقاء؟" أجاب: "إنها الموت عن العالم"، لأنه عندما يموت القلب عن هموم العالم، فإنه لا يتجول حولها أثناء صلاته، وبالتالي تصبح صلاته نقية بلا عناء.


الخشوع والتواضع أمام الله

الصلاة الروحية تتطلب أيضًا الخشوع والتواضع أمام الله. لقد تحدثنا بالفعل عن الصلاة بالمحبة، ولكن هذا لا يعني أن الحب يمنع الخشوع بأي شكل من الأشكال. حبنا لله لا يمكن أن يجعلنا ننسى مكانته وجلاله وكرامته. تختلط محادثتنا معه بالاحترام والتواضع، وندرك الأدب في التحدث مع الله. وإن تواضعنا ليس خوف العبيد، بل هو تواضع الأولاد أمام أبيهم، وأي أب؟ إنه ليس أبًا في الأرض، بل هو أبنا في السماوات، أمامه يقف الملائكة بتقدير ورهبة، "يغطون وجوههم بجناحين ويغطون قدميهم بجناحين" (أشعياء 6: 2). لهذا قال القديس إيسحق: "إذا قمت للصلاة، فكن كمن يقف أمام لهب نار". إن خشوعك أمام الله هو خشوع الروح وخشوع الجسد أيضًا. يشمل التواضع الجسدي الوقوف والجلوس والسجود، حتى لا تقف بلا حراك أو كسول، ولا تستسلم للشيطان الذي يحاول جعلك تشعر بتعب الجسد أثناء الصلاة، أو بحاجته للنوم! إن هناك أشخاصًا يشعرون بالتعب عندما يقفون للصلاة، بينما يقفون مع أصدقائهم لساعات دون أن يشعروا بالتعب! لذا احذر هذا التعب الوهمي الذي هو من حروب الشياطين. قال القديس باسيليوس الكبير: "لا تعتذر أبدًا عن الصلاة عندما تكون مريضًا، لأن الصلاة هي وسيلة للشفاء من المرض". وكما قال القديس إيسحق: "إذا بدأت الصلاة النقية، فاستعد لكل ما يأتي"، أي استعد لحروب الشيطان الذي يريد أن يمنعك من الصلاة. 




اختبارات الصلاة

هناك اختبارات للصلاة التي يمكن أن تواجهنا بها. أول اختبار هو الملل، حيث يشعر الإنسان بالملل أثناء الصلاة ويجد صعوبة في التركيز. يجب أن يكون لديك الإصرار والإرادة للصمود وتخطي هذا الشعور. الاختبار الثاني هو ضعف الشياطين، فالشياطين تحاول منعك من الصلاة عن طريق إلهاء أفكارك وتشتت تركيزك. عليك أن تتمسك بقوة وتصارع هذه الأفكار وتعود إلى صلاتك بالإرادة. الاختبار الثالث هو التقصير، حيث يحاول الشيطان إقناعك بأن الصلاة لا تجدي نفعًا وتفتقر إلى الروحانية. يجب عليك أن تعتقد وتثق في فعالية الصلاة وأنها مقبولة أمام الله. إن الشياطين تحاول أيضًا إشاعة الإحباط والشك في نفوذ صلاتك وقبولها من الله. عليك أن تحتفظ بثقتك في الله وفي القوة التي يمنحها الروح القدس لصلواتك. يجب أن نتذكر أن الصلاة هي أداة قوية ومؤثرة تجعلنا نتواصل مع الله ونتلقى نعمته وقوته. من خلال الصلاة الصحيحة والمقبولة، يمكننا أن نجد السلوى والتوجيه والتغيير الحقيقي في حياتنا الروحية.


خلاصة القول

إن الصلاة هي علاقتنا الحية مع الله. عندما نصلي بالروح والحقيقة والتواضع والإيمان، تصبح صلاتنا مقبولة أمام الله. يجب أن نكون ملتزمين بالخشوع والتركيز والثقة في الصلاة. وعندما نمر بالاختبارات والتحديات، يجب أن نبقى قويين ومصممين على مواصلة الصلاة والتمسك بالإيمان. فالصلاة هي سبيلنا للتواصل مع الله والتنمية الروحية والتغير الإيجابي في حياتنا.







تعليقات