القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار


 أهمية الصلاة ومعناها وغايتها




ما أهمية الصلاة ومعناها وغايتها ؟


تعد الصلاة وسيلة روحية حيوية تربط بين الفرد والله. إنها ليست مجرد ترديد للكلمات، بل هي اتصال عميق يجسد الرابط بين البشرية والعالم الإلهي. تشبه الصلاة سُلَّم يعقوب الذي يربط بين السماء والأرض كما ورد في الكتاب المقدس (تكوين 28:12). فالصلاة تمتد إلى أبعاد أكبر من المجرد كلمات، إذ تعتبر وصلة حقيقية تربط الإنسان بالله من خلال القلب والتفكير. إنها شعورك بالتواجد في الحضور الإلهي، فبدون هذا الشعور، لا تكون الصلاة بصلاة. كما قال النبي إيليا "حيَّ هو الرب إله الجنود أمام الذي أقف" (1 ملوك 18:15). في حضرة الله، ينسى الإنسان كل شيء، ويبقى الله وحده في ذهنه، حيث يتلاشى كل شيء آخر ويصبح الله كل شيء ولا يوجد غيره.


الصلاة هي عمل القلب، سواء تم التعبير عنه باللسان أم لا. إنها ترفع القلب نحو الله؛ فالقلب يتكلم إلى الله بالشعور والعاطفة أكثر مما يتكلم به اللسان بالكلمات. ربما يرتفع القلب إلى الله دون أن يتحدث. لذلك، فإن تنهيدة القلب أمام الله هي صلاة، وحنين القلب إلى الله هو صلاة، والعواطف المحبة لله هي صلاة. الصلاة هي الوصلة بين الله والإنسان، وإذا لم تتوفر هذه الروابط القلبية، فإن الكلام لن يكون ذو فائدة. إذا كنت تحب الله، فصلِ. وإذا صليت، ستزيد محبتك لله. إن الصلاة هي شعور حب، نعبر عنه بالكلمات. ونرى هذا الحب والعاطفة بشكل واضح جدًا في مزامير داود، عندما يقول: "إلهي إليك أستغيث. تعبت نفسي عندما أشتاق إليك، إلهي. إن نفسي تشتاق إلى الله، إلى الإله الحي. متى سأأتي وأظهر أمام الله" (مزمور 43: 1، 2). إنها الشوق إلى الله والعطش إليه. تشتاق الأرض العطشى إلى الماء. يصلي كثيرون ولا يشعرون بالعزاء، لأن صلواتهم تفتقر إلى الحب، فهي مجرد كلمات فقط! إن الله رفض صلواتهم. وقال عنهم: "هذا الشعب يكرمني بشفتيهم، وقلوبهم بعيدة عني" (أشعياء 29:13). وكرر السيد المسيح اللوم نفسه فيما يتعلق باليهود (متى 15: 8) (مرقس 7: 6)، لذا امزج صلواتك بالحب وتكلم إلى الرب بحنان.


إن الصلاة هي شوق النفس للقرب من الله، هي شوق المحدود لغير المحدود، شوق المخلوق لخالقه، وشوق الروح لمصدرها ولشبعها. الصلاة المقبولة هي التي تنبع من قلب نقي. كما يقول الكتاب: "ذبيحة الأشرار مكرهة لدى الرب، وصلاة المستقيمين مرضية له" (أمثال 15:8) (أمثال 21:27). ورفض الرب صلاة الأشرار، قائلاً لهم: "عندما تمدَّ يدَيك، أحجب وجهي عنكم، وإن كثرت صلواتكم، لا أستمع. فإن يدَيكم ملئتا دما" (أشعياء 1:15). من ناحية أخرى، يقول الكتاب المقدس: "إن استغاثة البارِّ تُفيد كثيراً إذا استعملها" (يعقوب 5:16). فماذا يفعل الخاطئ المثقل بآثامه؟ إنه يصلي ويطلب من الله مساعدته على التوبة. ويتوب لكي يتقبل الله صلواته. يصلي ويقول: "أرجعني يا رب فأرجع" (إرميا 31:18). إن الصلاة هي باب المساعدة، الذي يدخل من خلاله الخاطئ ليتوب. قال مار إسحق: "من يقول إن هناك بابًا آخر للتوبة غير الصلاة فإنه قد تم خداعه من قبل الشياطين". لذا لا تنتظر حتى تتوب ثم تصلي!! اطلب التوبة في صلواتك، من تلك الذي قال: "بدوني لا تقدر أن تفعل شيئًا" (يوحنا 15:5).


إن الصلاة هي فتح القلب أمام الله لكي يدخل ويطهره. إنها تذكرنا بصلاة العشار، الذي رفع قلبه متذلِّلاً أمام الله يطلب رحمة (لوقا 18:13)، وكانت نتيجة ذلك تبريره. يجب أن تصلي لتحصل على طهارة القلب، وتقول للرب في صلواتك: ارشني بإزاك، فأنظف. اغسلني فأصير أبيض أكثر من الثلج (مزمور 50). أليس هو الذي قال: "سأعطيك قلبًا جديدًا وأضع روحًا جديدة في داخلك... وأجعلك تسلك في فرائضي" (خروج 36:26، 27). اطلبه في صلواتك لكي يفي بهذا الوعد.


إن الصلاة هي تكريس الشفتين والفكر، وهي تقديس الروح، بل هي التوفيق مع الله. فالشخص الذي لديه خلاف بينه وبين الله، فمن الطبيعي أنه لا يتحدث معه ولا يصلي. فلا يجد وظيفة للتكلم مع الله. إذا بدأ بالتوبة، سيجد نفسه قريبًا من الله وسيكون موضع استجابته. "أقتربوا من الله فيتقرب منكم" (يعقوب 4:8). تذكر دائمًا أنك إذا أردت أن يستمع الله لصلاتك، يجب عليك أن تسمع كلمته وتطبقها في حياتك، فإن لم يتوفر ذلك، فإن صلاتك ستكون عبثية.


إن الصلاة هي محور حياة المؤمن. إنها العمود الفقري الذي يدعم حياته الروحية. إنها وقت التلاقي بين الروح والمجد. هل تشعر بالجفاف الروحي؟ هل تشعر بالبعد عن الله؟ إن السبب في ذلك قلة الصلاة. تذكر دائمًا أن الصلاة هي محور حياتك الروحية، ولا تدع ظروف الحياة تبعدك عن هذا المحور. لا تتوقف عن الصلاة بسبب الضغوط والاشغال والمتاعب. اجعل الصلاة هي الأولوية في حياتك وسترى كيف ستتحسن حالتك الروحية.

أنت الآن في المقال الأخير

تعليقات