القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

 


مفهوم الصوم في المسيحية


 مفهوم الصوم في المسيحية


في هذا النص، سنتناول بالتفصيل مفهوم الصوم في المسيحية وكيف يعبر عنه الأباء القديسين. يعد الصوم جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية للمسيحيين، حيث يمثل فترة من التقشف والتأمل تجعلهم يقتربون أكثر من الله وتعاليم المسيح.


 الصوم ومكانته الروحية


الصوم في المسيحية ليس مجرد الامتناع عن الطعام لفترة معينة، بل هو أكثر من ذلك. إنه تمارس روحية عميقة تجمع بين الانقطاع عن الجسد وتركيز العقل والروح على النمو الروحي. يؤمن المسيحيون أن الصوم يساعد في تطهير النفس وتقوية الروح، وبالتالي، فإن له تأثيرًا عميقًا على حياتهم.


 الأصوام في التقاليد القبطية


تحتل التقاليد القبطية مكانة خاصة في الصوم، حيث يوجد عدة أنواع من الصوم تمارسها الكنيسة القبطية. من بينها:


 صوم الأربعين المقدسة وأسبوع الآلام


صوم يستمر لمدة أربعين يومًا، يذكر خلاله المسيحيون فترة صيام المسيح في البرية قبل بداية خدمته العامة. يعد هذا الصوم فترة استعداد وتأمل في حياة المسيح وتضحياته.


صوم يومي الأربعاء والجمعة


تُجرى في هذين اليومين صومين اثنين بغرض التذكير بأحداث هامة في حياة المسيح. يعكس صوم الأربعاء خيانة يهوذا ويشير إلى الصلب، بينما يرتبط صوم الجمعة بصلب المسيح ووفاته.


 صوم الرسل


هذا الصوم يعبر عن انتشار تعاليم المسيح بواسطة تلاميذه. يصوم المسيحيون تسعة أيام احتفالًا بمبعث الروح القدس على الرسل.


صوم السيدة العذراء


 هذا صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير في الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت.  فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!"  وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فابتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا...  فصاموا 15 يومًا من أول مسرى حتى 15 مسري، فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي..


    فمن لا يعجبه موضوع الصيام هو الخاسر لبركة الصوم..  نحن لا نصوم لهم، ولكننا نطلب شفاعتهم أثناء الصوم. فموضوع تكريم السيدة العذراء حير العديد..  فالبعض شطحوا فقالوا أنها حُبِلَ بها بلا دنس، والبعض الآخر شطح في الناحية الأخرى قائلًا إن العذراء هي كعلبة كان بها ذهبًا، فنأخذ الذهب ولا قيمة للعلبة!!  أما الكنيسة القبطية في تقليدها السليم حسب الكتاب المقدس تبجل السيدة العذراء مريم ولكنها لا ترفعها إلى الألوهية مثل الذين يقولون أنها حبل بها بلا دنس، ولا تتجاهلها مثل الذين يتجاهلونها ولا يؤمنون بشفاعتها..



 أهمية الصوم في الحياة الروحية


يعتبر الصوم واحدًا من أهم عناصر الحياة الروحية للمسيحيين. يساهم في تقوية الإيمان وتنمية الانضباط الذاتي والتحكم في الشهوات والرغبات الجسدية. يمكن اعتبار الصوم وقتًا للاستراحة والتأمل، حيث يمكن للمسيحيين التفكير في الأمور الروحية بعمق وتركيز.


 تنوع الأصوام وممارستها


تختلف أنواع الأصوام وفقًا للتقاليد الكنسية والمناسبات الدينية. يشمل ذلك:


- صوم الميلاد المجيد، الذي يستمر لمدة 43 يومًا، حيث يتذكر الميلاد المجيد للمسيح.

- صوم نينوى، الذي يستمر لمدة 3 أيام ويأتي قبل الصوم الكبير بأسبوعين، يشير إلى توبة أهل نينوى.

- صوم السيدة العذراء مريم، الذي يمتد لمدة 15 يومًا ويختتم بعيد صعود جسد العذراء.


 أوقات وأنماط الصوم


تختلف فترات الصوم وأنماطه وفقًا للمناسبات والأحداث. تبدأ فترة الصوم الكبير من بداية الأربعين وتستمر حتى عيد الفصح. يشتمل هذا الصوم على الامتناع عن بعض الأطعمة مثل اللحوم والألبان والزيوت. فيما يختلف صوم الرسل والأصوام الأخرى 

 أثر الصوم على العقل والروح


يساهم الصوم في تطوير الإرادة والتحكم في النفس، مما يؤثر بشكل إيجابي على العقل والروح. يمكن للمسيحيين من خلال الصوم تحقيق توازن أكبر في حياتهم والابتعاد عن التشتت والرغبات المادية.



تمثل ممارسة الصوم في المسيحية تجربة روحية غنية تعزز من النمو الروحي للمؤمنين. إنها فرصة للتأمل والتقرب من الله من خلال الامتناع عن الجسد وتركيز العقل والروح. تختلف أنماط وأوقات الصوم وفقًا للتقاليد الكنسية، مما يجعل هذه التجربة متنوعة ومثيرة للاهتمام.



 لختام القول


الصوم في المسيحية ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل هو تجربة روحية تعزز من النمو الروحي وتعزز القرب من الله. يمثل فترة للتأمل والتحكم في النفس، وتنمية الإيمان والتقوى. تختلف أنماط الصوم وفقًا للتقاليد والمناسبات، مما يجعل هذه التجربة متنوعة وثرية. إذا كنت تسعى للنمو الروحي والقرب من الله، فإن ممارسة الصوم ستكون خطوة هامة في هذا الاتجاه.

تعليقات